
يعتقد الدليل السياحي محمد المهندس أنه تم تفعيل ما يسمى بالدليل الإلكتروني فقط في بعض المتاحف التاريخية، لكن هذا الأمر محصور ولا يمكن تطبيقه بشكل أوسع.
استعان العرب بالمرشد والدليل من أبناء البلاد في أسفارهم حتى لا يضلوا الطريق. ففي الجاهلية كان العرب من سكان الجزيرة العربية يقصدون بلاد الشام واليمن في تجارتهم، وتأمين حاجاتهم الأساسية. وكانوا يستعينون بأشخاص لمساعدتهم في الطريق. وازدادت الحاجة للدليل المرشد لاحقاً مع ظهور الديانات التوحيدية، وظهور شعيرة الحج التي تتطلب سفراً طويلاً على ظهر الدواب، فكان أتباع المسيحية يحجون إلى القدس، فيما المسلمون يشدون رحالهم إلى مكة المكرمة.
ويضيف "لولا وجود برنامج "أردننا جنة" للسياحة الداخلية لكان حال مهنتنا اليوم أكثر سوءاً".
شهدت مهنة الدليل السياحي في تونس منذ أعوام، أزمات أسهمت في تقلص عددهم. ومن أبرز أسباب هذا التراجع الوضع المادي والاجتماعي باعتبارها مهنة موسمية، إضافة إلى الأحداث التي مرت بها البلاد في العشرية الأخيرة، مثل العمليات الإرهابية وانتشار فيروس كورونا.
فضلاً عن الدراسة النظرية في الجامعات والمعاهد السياحية ينبغي على المرشد السياحي الالتحاق ببرنامج تدريب عملي تطبيقي ميداني في مجال الإرشاد السياحي، خلال فترة لا تقل عن أربعة أشهر في المتاحف والمواقع الأثرية والشركات السياحة ووكالات السفر والتعرف على أنواع وأقسام المنشآت السياحية، ونظم وأساليب العمل الإدارية داخل تلك المنشآت والتدريب على نظم الحجز السياحي والفندقي، والتدريب في إحدى الشركات السياحية المتخصصة في السياحة الثقافية على طرق إعداد وتنظيم البرامج السياحية ونظم وقواعد الحجز للمجموعات السياحية، والإعداد والتنظيم للزيارات الميدانية للمواقع والمناطق والمدن والمعالم السياحية والتعرف على أحدث أنواع وأساليب الإرشاد السياحي.
والفئة الثانية وفق منشورات وزارة السياحة المغربية يتمثل نشاط أربابها في مرافقة السياح ومساعدتهم أثناء رحلاتهم أو جولاتهم داخل المواقع الطبيعية مثل الجبال والصحارى والقرى وغيرها، راجلاً أو على ظهر الدواب أو على متن عربات نقل ملائمة في تنقلاتهم عبر السبل أو الممرات أو الطرق السالكة من دون الاستعانة بتقنيات نور التسلق أو التزحلق، ومدهم بالمعلومات عن المناطق والمواقع التي يزورونها سواء كانت ذات صبغة طبيعية أو تاريخية أو جغرافية أو ثقافية أو اقتصادية أو اجتماعية.
مع اتساع نطاق المهنة، اتجهت البلدان نحو التنظيم. ففي لبنان، "يعد دليلاً سياحياً كل لبناني، حائز على إجازة دليل تمنحها له وزارة السياحة، يقوم مقابل بدل محدد بأعمال مرافقة السياح والمسافرين وإرشادهم، في المعالم الأثرية والتاريخية والطبيعية والمتاحف، وفي الأماكن ذات الأهمية السياحية. ويقوم أيضاً بشرح وإعطاء المعلومات التاريخية والأثرية وشرح ما يتعلق بهذه المواقع وبالبلاد".
ويدعو مراقبون وعاملون في السياحة إلى علاقة تكاملية لا تنافسية بين الدليل السياحي والتطبيقات الإلكترونية، إذ يمكن للأدلاء السياحيين استخدام التطبيقات كأداة لتعزيز وتجويد عملهم، وتقديم محتوى إضافي للسياح.
بعض الأدلة قد تكون قديمة أو غير محدثة، مما يجعل المعلومات غير دقيقة.
ويشكو حواط من صفحات تنظم رحلات أو جولات من قبل أشخاص غير مرخصين ولا يمتلكون الخبرة أو المعرفة، وقد يعرضون المشاركين للخطر، على سبيل المثال، تحتاج رياضة المشي والهايكنغ إلى أدلاء وخبراء في المسارات وجغرافيا المناطق، وتنظيم رحلات إلى مناطق وعرة من شأنه إلحاق الأذى بالسياح إن كانوا مع غير متخصصين أو أن يعلقوا ويتوهوا في الأحراج والوديان.
يجب على الدليل في السياحة في إطار ممارسة مهنته – القيام بها.
المدونات السياحية: حيث يشارك المسافرون تجاربهم الشخصية عن الوجهة.
يجب على المرشدين السياحيين التجرد في مهنتهم والابتعاد عن التحيز والتعصب وتجنب الاجتهادات الشخصية، فحيادية المرشد السياحي أمر ضروري ومطلوب.
ومن جهة أخرى باتت متطلبات السياح أكبر وأكثر دقة، إذ أصبحوا يقارنون الخدمات المقدمة من نور قبل المرشدين السياحيين المغاربة والمرشدين ببلدان أخرى يقطنون بها أو سبق لهم زيارتها.